أثارت حادثة حريق عمارة مكوّنه من خمسة طوابق، تستخدم كمستودعات كهربائية في محافظة الخليل، استنكارًا واسعًا بعد أن استغرقت طواقم الدفاع المدني 8 ساعات لإخماده، ما أدى إلى أضرار مادية كبيرة.
ولاقت طواقم هجومًا لاذعًا من قبل أهالي المحافظة، ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، إثر تباطؤها في عملية إخماد حريق أندلع في أحد المباني السكنية، بعد أن استغرقت طواقمها ساعة كاملة للوصول إلى مكان الحريق، بحسب شهود عيان.
نيران مشتعلة وخسائر بالملايين
وقال صاحب المبنى محمد عمرو إن النيران اشتغلت في مستودعاته الساعة الثانية والنصف من فجر يوم الجمعة، في عددٍ محددٍ من البضاعة، واشتدت حتى طالت جميع المستودعات، وطوابق المبنى، استمرت أكثر من 17 ساعة.
وأوضح في حديث لإذاعة “علم”، أنه استنجد بطواقم الدفاع المدني في بلدية الخليل التي بدورها رفضت التعامل مع الحريق بحجة أن المبنى يتواجد في المناطق القريبة من بلدة دورا، وأن إطفائية بلدة دورا تتحمل مسؤولية إخماده.
وأفاد بأن طواقم الدفاع المدني التابعة لبلدة دورا وصلت إلى مكان الحريق بعد 40 دقيقة من اشتعاله، فيما وصلت طواقم التابعة لدى بلدية الخليل بعد ساعة ونصف من اشتعاله، عقب استنجادها مرارًا لمساندة طواقم بلدية دورا.
وتابع: “توقفت فرق الإنقاذ التابعة لبلدة دورا من إخماد الحريق، بسبب انتهاء خزان المياه بعد 4 دقائق من ضخّه، ما اضطر مواطنين منطقة سنجر والبلدات القريبة من نجدتنا بواسطة أعداد كبيرة من خزانات المياه بعدما لاقوا قصور من قبل البلديتين”.
وأضاف أن طلب من إطفائية بلدية الخليل تزويده بآله “الهيدروليك” المتخصّصة لإخماد الحرائق المشتعلة في المباني المرتفعة، إلا أن الإطفائية رفضت طلبه بحجة وجود خلل تقني فيها، وغياب سائقها.
ونفى عمر خلو المبنى من إجراءات السلامة اللازمة للسيطرة على الحريق بداية اشتعاله، مؤكدًا: “البضائع محفوظة بطرق سليمة، مع توفر جميع المؤهلات اللازمة لتأمينها”.
بضائع مكدّسة أعاقت إخماد الحريق
من جهتها أوضح الدفاع المدني في بيانٍ له، أنها تلقت عمليات الدفاع المدني فجر يوم الجمعة بلاغًا من مواطن يفيد بوجود حريق داخل مستودع في منطقة سنجر الواقعة بين مدينة الخليل، وبلدة دورا.
وأكدّ أن أول مركبة إطفاء وصلت إلى مكان الحادث في غضون ستة دقائق، تبعتها مركبيتين قدّمتها طواقم الدفاع المدني في يطا، والظاهرية، ومن ثم تم الاستعانة بمركبات إطفاء من بلدية الخليل.
وأفاد في بيانه بأن طواقهما لم تتمكن من الدخول إلى المبنى سوى من النوافذ، كونه مكدّس ببضائع كهربائية، ومواد بلاستيكية.
وأشار إلى أن المبنى المكوّن من تسوية أرضية وخمسة طوابق يخلو من إجراءات السلامة والوقاية المناسبة لتخزين بضائع بهذا الحجم.
وجدّدت الدفاع المدني تأكيده على أنه دفع بتعزيزات إضافية من مراكز محيطة، وشركات لديها مركبات إطفاء، واستعانت بمجموعات كبيرة من الأهالي والمتطوعين حتى تمكنوا من إخماد الحريق في الطوابق العلوية، والطابق الأرضي الذي تقدر مساحته أكثر من 1000 متر مليئ بالبضائع.
كتبت: هالة حسون