
أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلًا واسعًا في الأوساط الفلسطينية والعربية بعد اقتراحه خطة غير مسبوقة تتمثل في تهجير جميع سكان قطاع غزة إلى الأردن ومصر، وذلك إثر حرب استمرت خمسة عشر شهرًا بين إسرائيل وحماس، دمرت القطاع بشكل شبه كامل.
تصريحات ترامب قوبلت بالرفض من قبل الأردن، ومصر، والسعودية خاصة بعد لقاء جمع دونالد بالعاهل الأردني الملك عبد الله، والذي أبدى بدوره رفضًا تامًا لفكرة تهجير الفلسطينيين إلى بلاده، وإمكانية إعادة بنائها دون تهجير الفلسطينيين، وبعد تصريح مصري جديد برفض قاطع لـ”المساس” بحقوق الشعب الفلسطيني”، بما فيها “حق تقرير المصير، والبقاء على الأرض والاستقلال”.
تهجير وقتي أم دائم؟
وبحسب خطة ترامب فإن على مصر والأردن استقبال الفلسطينيين من سكان غزة، حتى إعادة بناء المدينة، لكن كلا البلدين رفضا ذلك.
وعن كيفية إقناع القاهرة والأردن باستقبال المهاجرين الفلسطينيين أجاب دونالد ببساطة وثقة : “سوف يفعلون ذلك، أليس كذلك؟ نحن نفعل الكثير من أجلهم، وسوف يفعلون ذلك”، ملمّحًا إلى المساعدات الأمريكية لهذين البلدين، بموجب عدة اتفاقيات تعاون، بعد توقيع معاهدتي سلام مع إسرائيل وقعتها مصر في عام 1979 والأردن في عام 1994.
من جانبها جددت حركة “حماس” في بيانٍ لها، رفضها لتصريحات الرَّئيس الأمريكي بشأن تهجير الشعب من قطاع غزَّة تحت ذريعة إعادة الإعمار.
وقالت في بيانها إن تصريحات ترامب عنصرية ودعوة للتطهير العرقي، بهدف تصفية القضية الفلسطينية والتنكر لحقوق شعبنا الوطنية الثابتة.
واعتبرت أن مخطّط ترحيل شعبنا من غزّة لن ينجح، وسيواجَه بموقف فلسطيني وعربي وإسلامي موحّد يرفض كلّ مخططات التهجير.
وشددت أن شعبنا العظيم في غزة صمد في وجه القصف والعدوان، وسيبقى ثابتاً في أرضه، وسيُفشل كل خطط التهجير والترحيل القسري.
وأكدت على أن ما فشل الاحتلال في تحقيقه عبر العدوان والمجازر، لن يفلح في تحقيقه عبر مخططات التصفية والتهجير.
إلغاء وقف إطلاق النار
وبشأن اتفاق وقف اطلاق النار، أكدت حركة حماس، أنها ملتزمة بالاتفاق ما التزم الاحتلال به، والذي تم برعاية وضمانة الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة)، وشهد عليه المجتمع الدولي.
وشددت الحركة أن الاحتلال هو الطرف الذي لم يلتزم بتعهداته، وعليه تقع مسؤولية أي تعقيدات أو تأخير.
وفي وقت سابق، هدد الرئيس ترامب، بأنه سيدعو لإلغاء وقف إطلاق النار في قطاع غزة، إذا لم تتم إعادة جميع الأسرى بحلول الساعة 12 ظهرا يوم السبت.
وقال ترامب في تصريحات للصحفيين من البيت الأبيض: “ستنفتح أبواب الجحيم” إن لم تتم إعادة الأسرى.
وأضاف ترامب إنه قد يتحدث مع نتنياهو بشأن اعتبار السبت “موعدا نهائيا”.
وكانت حماس أعلنت في وقت سابق، الإثنين، تعليق عمليات إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين حتى إشعار آخر، بسبب الانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
عودة الحرب
وهدّد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بعودة الحرب على قطاع غزة في حال لم تُحرّر حركة حماس المحتجزين الإسرائيليين، بحلول ظهيرة يوم السبت المقبل.
وقال نتنياهو في بيان مصور: “إذا لم يُطلق سراح رهائننا حتى ظهر السبت فإن وقف إطلاق النار سينتهي وسنعود إلى القتال المكثف حتى هزيمة حماس بشكل نهائي”. وخلال البيان الذي نشرته وسائل إعلام إسرائيلية، فإن نتنياهو قال إنه أصدر أوامره إلى قوات الجيش داخل غزة ومحيطها بالاستعداد لأي طارئ، مضيفاً أن “المجلس المصغر يثمّن موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورؤيته بشأن غزة”.
ويأتي هذا بعد أن أعلنت حماس، أمس الاثنين، تأجيل إطلاق سراح أسرى الدفعة السادسة إلى أجل غير مسمّى، في ضوء تنصّل الاحتلال من تنفيذ ما اتفق عليه في البروتوكول الإنساني المرفق بالمرحلة الأولى من صفقة التبادل.
كتبت: هالة حسون