تعليم اللغة العربية ومهارات الخط.. مبادرات تواجه حرب التجهيل في غزة
يُحاول الاحتلال، ومن خلال الإبادة الجماعية المستمرة للشهر الـ 11 تواليًا في قطاع غزة، فرض “التجهيل” على الأطفال في القطاع وحرمانهم من فرص التعليم، في الوقت التي تنشط فيه العديد من المبادرات التعليمية رغم القصف والدمار عملاً بمقولة “الأزمات تخلق الإبداعات“.
المعلم محمد الخضري بادر إلى تنفيذ مشروع “مستمرون بالعلم والتعلم”، رغم ما تعرض له، متحدياً كل الظروف بعد قصف منزله بمدينة غزة في 7 نوفمبر/ تشرين ثاني 2023 الماضي؛ والذي كان يقطن فيه ما يقارب 100 شخص، كـ “ملاذ آمن”.
وتعد مبادرة “الخضري”، الأولى من نوعها في مراكز الإيواء بدير البلح وسط القطاع، والتي تختص بمجال تأسيس اللغة العربية وتعليم مهارات الخط العربي.
ويُحاول المعلم الخضري، عبر مبادرته، تعويض التراجع التعليمي الذي يعاني منه الأطفال على جميع الصعد، وذلك بتقديم فرص تعليمية جميلة لأطفال قطاع غزة.
تحدي الواقع المرير..
ووفق ما أوضح المعلم محمد الخضري، فإن أهمية هذه المبادرة تأتي في ظل شلل العملية التعليمية، تزمنًا مع الإصرار على عدم ترك هذا الجيل تحت التجهيل.
ويقول: “قررنا هذه المبادرة في مجال تأسيس اللغة العربية والخط العربي باستخدام كل أساليب التعلم الحديثة بما يتناسب مع الواقع الذي يعيشه أبناء القطاع، واستخدام الدراما والقصص والتعلم بالموسيقى والدمى والحكواتي والرسم بالألوان على الوجوه”.
ويضيف الخضري في حديثه لـ “وكالة سند للأنباء“، أن المبادرة التي تنفذ 3 أيام أسبوعياً في مخيمات الإيواء بدير البلح، تستهدف الفئات العمرية من الصف الأول حتى السادس الابتدائي.
وتستهدف المبادرة، العمل على تطوير شخصية الأطفال على جميع المستويات التربوية والنفسية، وبناء الشخصية المتميزة للأطفال وتطوير قدراتهم التعليمية في ظل الحرب.
ويشير، إلى “الأثر الجميل” الذي أحدثته المبادرة على مستوى تجاوب الأطفال، والمتابعة الإيجابية من قبل الأهالي والمراجعة اليومية، في الوقت الذي أبدى فيه القائمون على مراكز الإيواء سعادتهم البالغة وتوفير كل ما يلزم من لوجستيات أساسية.
ويلفت الخضري النظر إلى حالة الأطفال النفسية “السيئة جداً”، بسبب الظروف الصعبة التي يعيشونها، وتأثرهم بالحرب والنزوح، ومعاناتهم من القلق والخوف والاكتئاب الدائم.
دعم المبادرة..
ويشير إلى أن هناك الكثير من الصعوبات والتحديات منها القصف المستمر، وشح الإمكانيات على مستوى القرطاسية والمستلزمات المدرسية ومقاعد الدراسة. مؤكدًا: “لكن هناك إصرار على مواصلة العملية التعليمية بالرغم من هذه الصعوبات”.
ويطالب، بدعم هذه المبادرة على المستوى الإعلامي والمعنوي والمادي، من أجل السير فيها لما فيها من نفع للجيل الفلسطيني وتحدٍ كبير لما حصل في قطاع غزة من تدمير للحياة التعليمية.
ويستطرد: “أطفال غزة كطائر العنقاء يخرجون من بين الركام ليحلقوا في سماء الإبداع والتميز، فكم تعرضوا للحروب ولكنهم لديهم إصرار وعزيمة للتواصل“.
650 ألف طالب محرومين من الدراسة..
وذكرت وزارة التربية والتعليم، أن 650 ألف طالب وطالبة في قطاع غزة محرومون من الالتحاق بمدارسهم في قطاع غزة للعام الدراسي الثاني على التوالي.
وأشارت الوزارة في بيان لها يوم 9 سبتمبر/ أيلول الجاري، إلى أن ذلك يأتي مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي في الحرب المسعورة على غزة.
وبيّنت: “وتسببت الحرب حتى نهاية أغسطس/ آب 2024، في استشهاد أكثر من 11500 طفل فلسطيني في سن التعليم المدرسي، وإصابة عشرات الآلاف من الأطفال بجراح وإعاقات جسدية وصدمات نفسية”.
ووفق الوزارة، فقد استشهد أكثر من 750 موظفاً من العاملين في حقل التعليم وأصيب الآلاف. لافتة النظر إلى تعمد الاحتلال استهداف عشرات المباني المدرسية والإدارية ما تسبب بخروج 92% منها عن الخدمة.
ودعت “التربية”، الأمم المتحدة والحكومات والمنظمات والمؤسسات الدولية للتدخل العاجل لحماية الأطفال في قطاع غزة من سادية هذا المحتل، وتعطشه لدمائهم واستمرار حرمانهم من حقهم في الأمن والحماية والتعليم.
المصدر: سند