تجمع “أم الجمال” البدوي في الأغوار خال من السكان “قسرا” بسبب عدوان المستوطنين
أصبح تجمع “أم الجمال” في الأغوار الشمالية بالضفة الغربية خاويا على عروشه، خاليا من السكان، بعدما اضطرت آخر العائلات فيه لتفكيك مساكنها والرحيل قسرًا عن التجمع، تحت وطأة اعتداءات المستوطنين في المنطقة، التي تجري بحماية وغطاء من قوات الاحتلال.
“هندسة الخوف“
وأوضحت منظمة البيدر لحماية حقوق البدو في الأغوار أن ما حدث في “أم الجمال” كارثة إنسانية في ظل “هندسة الخوف” التي يعمل الاحتلال عليها في الهجوم على التجمعات البدوية ومناطق الأغوار الفلسطينية.
وأفادت منظمة البيدر إن هجمات المستوطنين المستمرة بحماية قوات الاحتلال أجبرت 14 عائلة على الهجرة من منطقة أم الجمال في الأغوار الشمالية.
رئيس مجلس محلي المالح والمضارب البدوية، مهدي دراغمة، أكد لمصادر إعلامية رحيل آخر العائلات الفلسطينية في تجمع “أم الجمال” إلى مناطق أكثر أمنا نسبيا على أطراف مدينة طوباس.
وأوضح أن العائلات تركت مساكنها؛ بسبب التصاعد الكبير في انتهاكات المستوطنين الذي وصل لحد التهديد على حياة المواطنين، وحياة مواشيهم وأرزاقهم، وكل أسس الحياة في المنطقة.
وبيّن دراغمة أن هجرة العائلات قسرًا من التجمع بدأت منذ أشهر، حيث تواجه هذه العائلات جرائم واعتداءات المستوطنين تحت حماية الجيش، وضمن خطة معدة مسبقا من مجالس المستوطنات بالمنطقة؛ لتهجير مناطق الأغوار، وجعلها امتدادا للتوسع الاستيطاني، ومضاعفة الاستيطان.
مخطط يستهدف كل الأغوار
وأكد أن المواطنين وصلوا لطريق مسدود في الحياة في “أم الجمال”، وأن ما ينطبق اليوم على أم الجمال ينطبق على أغلب التجمعات في الأغوار.
وأضاف أن كل التجمعات في الأغوار تعاني من اعتداءات واقتحامات المستوطنين، وتصاعدت الاعتداءات، حيث بات فتيان المستوطنينأ عمارهم بين 14-16 عاما” ومدججين بالسلاح يقتحمون التجمعات بين المساكن ويهددون المواطنين بالقتل.
ولفت دراغمة إلى أن فتيان المستوطنين باتوا يتحركون بعدوانهم على المساكن والتجمعات بناء على تعليمات من حراس المستوطنات وقادتها.
وأوضح أنه خلال عملية التهجير ورحيل آخر العائلات عن تجمع أم الجمال حضر رئيس مجلس المستوطنات، وعضو كنيست الاحتلال المختص في الاستيطان والمستوطنات وأشرفوا على عملية الترحيل.
وبيّن أنه خلال عملية التهجير لم يخل الأمر من عمليات الاعتداء، والملاحقة، ومحاولة الاعتداء الجسدي، والضرب مع تواصل التهديدات بالقتل في حال العودة.
هدف دائم للاحتلال ومستوطنيه
وعلى مدار السنوات الأخيرة، تعد مساكن خربة «أم الجمال» وأراضيها الزراعية، وحظائرها الرعوية، هدفاً دائماً للهدم والاستيلاء من قبل جيش الاحتلال ومستوطنيه.
وتتعرض عدة مناطق في الضفة الغربية وخاصة في الأغوار والقرى المحاذية للمستوطنات لهجمة متواصلة بهدف مصادرة مزيد من الأراضي وشق طريق استيطانية وتهجير السكان.
ووفقًا لتقرير صادر عن هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، أدت إجراءات الاحتلال إلى تهجير 5 تجمعات بدوية تتكون من 18 عائلة يبلغ عدد أفرادها 118 شخصا، منذ مطلع العام الجاري.
ويضاف هؤلاء إلى 24 تجمعا بدويا، تتكون من 266 عائلة، تشمل 1517 فردا، تم تهجيرهم من أماكن سكنهم إلى أماكن أخرى بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ووسّع جيش الاحتلال عملياته في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية بالتزامن مع حربه المدمّرة على غزة منذ 7 أكتوبر، كما صعّد مستوطنون اعتداءاتهم على المواطنين هناك؛ مما أدى إلى استشهاد نحو 633 شخصا، وجرح نحو 5 آلاف و400، بحسب معطيات رسمية فلسطينية.
وسعت سلطات الاحتلال منذ احتلالها الضفة الغربية لضم وتهويد الأغوار الفلسطينية التي تقع على خزان من المياه.
وتعتبر الأغوار سلة فلسطين الغذائية، وهي أكثر المناطق تضرراً من مشروع الضم الذي يلتهم عشرات آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية.
المصدر: سند