
برهم: امتحانات الثانوية العامة ستُعقد في غزة رغم كل التحديات
أكد وزير التربية والتعليم العالي، د. أمجد برهم، عزم الوزارة على عقد امتحانات الثانوية العامة لهذا العام، رغم الظروف الصعبة والعدوان المستمر، مشددًا على أن الحكومة تضع إمكانياتها في خدمة طلبة قطاع غزة.
جاء ذلك خلال اجتماع غرفة العمليات الحكومية للتدخلات الطارئة في المحافظات الجنوبية، والذي استضاف الوزير برهم، إلى جانب مدير محفظة البرامج في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي معتز دوابشة، للإعلان عن ترتيبات عقد الامتحانات.
وفي مستهل كلمته، ترحّم برهم على الطلبة الشهداء وكوادر قطاع التعليم في الضفة وغزة، مؤكدًا أن العدوان خلّف آثارًا مدمّرة، حيث:
• استُشهد نحو 16 ألف طالب وطالبة، وقرابة 800 معلم، وهو ما يعادل خسارة 25 مدرسة بطلبتها ومعلميها.
• تدمير أكثر من 905 مدارس في غزة، من أصل 307 مبانٍ مدرسية حكومية، تضرّر أكثر من 290 مبنى كليًا، فيما تحوّلت البقية إلى مراكز إيواء.
• خلال عامين من الحرب، لم يتمكن طلبة غزة من التقدم لامتحانات الثانوية العامة، حيث بلغ عدد طلبة عامي 2022/2023 نحو 78 ألف طالب، استُشهد منهم 4,000، وغادر 4,000 آخرون خارج البلاد، ليبقى 70 ألف طالب وطالبة بحاجة للتقديم.
خطة إمتحانات من ثلاث مراحل
أوضح برهم أن الوزارة، بالتنسيق مع الشركاء المحليين والدوليين، وضعت خطة من ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: تشمل 1,500 طالب من الدورة الثالثة لعام 2022/2023، وسيتقدّمون لاختبار تجريبي في 17 تموز 2025، والامتحان الرسمي في 19 تموز 2025.
المرحلة الثانية: تشمل 31 ألف طالب من العام الدراسي 2023/2024، وقد تم تسجيل 23 ألفًا منهم خلال الهدنة، وتبدأ بعد انتهاء المرحلة الأولى مباشرة.
المرحلة الثالثة: تستهدف 41 ألف طالب من العام الدراسي 2024/2025، وسيُفتح باب التسجيل لهم خلال أسبوع.
آلية إلكترونية وتنسيق دولي
أشار برهم إلى أن الإمتحانات ستكون إلكترونية، مع التطلع لإجرائها داخل قاعات رسمية في حال توفرت ظروف آمنة، مع توفير متطلبات أساسية مثل الكهرباء، الإنترنت، الأثاث، والبرمجيات الخاصة. كما تعمل الوزارة على خطط بديلة لتمكين الطلبة من التقديم من أماكن تواجدهم، خصوصًا المصابين أو من فقدوا وثائقهم الرسمية، مشيرًا إلى أن الوزارة تحتفظ بجميع بيانات الطلبة وستزوّدهم بها وفق آلية خاصة.
وأكد وجود تنسيق عالٍ مع الجامعات، واليونيسف، واليونسكو، وUNDP، والمجتمع المدني، مشددًا على التزام الوزارة بتقديم شروحات كافية للطلبة عبر فيديوهات ونشرات إرشادية، بالتعاون مع وزارة الاتصالات وشركات الاتصالات الفلسطينية.
تقدير للجهود والدعم
عبّر برهم عن شكره لطلبة القطاع الذين واصلوا تعليمهم في المدارس الافتراضية والمراكز رغم القصف، وللكوادر التعليمية في المحافظات الشمالية على دعمهم عبر التعليم عن بُعد، حيث أنهى 340 ألف طالب عامهم الدراسي بنجاح، منهم 270 ألف عبر التعليم الافتراضي، و130 ألف عبر نقاط تعليمية.
كما قدم برهم لعديد من الشركاء وعلى رأسهم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسة “التعليم فوق الجميع” القطرية، وسمو الأمير غازي بن محمد على دعمهم المستمر للعملية التعليمية في غزة.
وختم برهم كلمته بتقديم الشكر لغرفة العمليات الحكومية للتدخلات الطارئة في المحافظات الجنوبية، لمشاركتهم في بحث خطة الوزارة بشأن عقد امتحانات الثانوية العامة في قطاع غزة.
تأكيد الشركاء
بدورها، أكدت د. سماح حمد، رئيسة غرفة العمليات، أهمية عقد الامتحانات باعتبارها الأمل للأسر الفلسطينية، معلنة تسخير الكوادر الميدانية لدعم خطة الوزارة.
من جانبه، قال معتز دوابشة إن عقد امتحانات الثانوية العامة في غزة يُعد من أهم المحطات الوطنية، مشيدًا بعزيمة الطلبة، وداعيًا إلى تذليل العقبات أمامهم.
كما أجمع أعضاء الغرفة على أن نجاح الامتحانات يتطلب تكاتف كافة الشركاء من الحكومة، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني، والمؤسسات الأممية، مؤكدين استعدادهم الكامل للمساهمة، وأهمية عقد الامتحانات في بيئة آمنة، مع توفير نقاط طبية، وتغطية إعلامية شاملة لتوثيق أي انتهاكات.