
بالفيديو: “ورد” وسط النار.. الطفلة التي نجت وحدها وحملت وجع العائلة
لم يكن أول مشهد مرعب في هذه الحرب، لكنه المشهد الذي تسللت لهيب نيرانه لأجسادنا من خلف الشاشات، نحاول أن نتلمس مع “ورد” بقعة النجاة، وأرض لا تكوي قدميها وفراغ لا تلفح فيه ألسنة النار جسدها الصغير.
فحين نام العالم.. فزعت قلوب النازحين في مدرسة فهمي الجرجاوي وسط قطاع غزة على وقع قصف وحشي التهم أجساد النائمين فيها دون سابق إنذار، لكن أقدار الله شاءت لطفلة أن تنجو بقدرته من وسط اللهيب الذي أحاط بكل شيء حولها ملتهما أجساد عائلتها، لكنها ظهرت بخيالها البعيد في مشهد هزّ القلوب، وضجّت به المنصات ومواقع التواصل، تبحث عن النجاة.
وأظهر مشهد فيديو لا يتجاوز 11 ثانية، الطفلة ورد جلال الشيخ خليل وهي تبحث عن مخرج لها بين ألسنة النيران التي اندلعت في الصف الذي كانت تنام فيه برفقة عائلتها في المدرسة المستهدفة، حيث نجت مع والدها الذي أصيب بجراح خطيرة، بينما فقدت 6 من أخوتها وأخواتها.
وضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بصور وفيديو الطفلة “ورد الشيخ خليل”، مصحوبة بعبارات الألم والحزن العميق عليها، واستنكارًا لوحشية الاحتلال التي تتفنن بحرق أجساد الأطفال والمدنيين في غزة منذ نحو عامين.
أما الصحفي عميد شحادة مراسل تلفزيون العربي بالضفة الغربية، فكتب على صفحته معلقًا على مشهد الطفلة: “تتلذذ إسرائيل بحرق الناس أكثر من أي طريقة قتل أخرى. يمكن ملاحظة ذلك قبل محرقة الإبادة في قطاع غزة، عندما يهاجمون القرى في الضفة الغربية رغم امتلاكهم كل الأسلحة الحديثة للقتل والتدمير إلا أنهم يفضلون الحرق على أي وسيلة أخرى”.
ويضيف: “في السنوات الأخيرة حرقوا أطفالا في منازلهم، وخطفوا طفلا وحرقوه بعد أن سكبوا في فمه بنزين لكي يضمنوا اشتعاله من الداخل وليس فقط توليع الجلد الخارجي للضحية، كانت تلك وسيلة المستوطنين قبل أن تكشف محرقة غزة هوس إسرائيل كمؤسسة عسكرية ودولة في الحرق للقتل”.
وختم شحادة متسائلًا: “ما سر هذا الهوس بحرق البشر لدى من يقول إن تاريخه مليء بآلام المحارق؟”.وضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بصور وفيديو الطفلة “ورد الشيخ خليل”، مصحوبة بعبارات الألم والحزن العميق عليها، واستنكارًا لوحشية الاحتلال التي تتفنن بحرق أجساد الأطفال والمدنيين في غزة منذ نحو عامين.
الصحفي أنس الشريف أرق صورة “ورد” بين النيران وكتب: “هذه اللقطة ليست من فيلم، ولا صورة تم توليدها بالذكاء الاصطناعي، هذه الصورة حقيقية لطفلة تحاول النجاة، غزة ليلة الثلاثاء 2025/5/26، مدرسة فهمي الجرجاوي التي تحولت لفرن شويت فيه أجساد نحو 30 إنسانًا”.ومنذ فجر اليوم الإثنين، استشهد 50 مواطنًا في غارات إسرائيلية طالت مختلف مناطق قطاع غزة، وفق مصادر طبية.
كما انتشرت صور ومشاهد فيديو خلال محاولة فرق الدفاع المدني والمواطنين إخماد النيران التي اشتعلت بالمكان، في ظل انعدام الإمكانيات والمعدات اللازمة.
ومنذ فجر اليوم الإثنين، استشهد 50 مواطنًا في غارات طالت مختلف مناطق قطاع غزة، وفق مصادر طبية.
المصدر: سند