الأخبار

اليوم الـ12 للعدوان.. شلال الدم يتدفق والعالم يتفرج!

في ساعات الليل الموحش في قطاع غزة، لا صوت يعلو على صوت طائرات الاحتلال، وهي تصب حممها فوق رؤوس المدنيين في منازلهم، كل منهم ينتظر لحظة خلاصه بصاروخ يضع حدًا للرعب الذي سكن قلبه، ويراكم حجار منزله فوقه.

رائحة الموت تنتشر في كل مكان، ومشاهد الدمار طالت كل أحياء ومخيمات وبلدات القطاع المنكوب.

إنه فجر اليوم الثاني عشر للعدوان، لا شيء تغيّر، السماء لا زالت تستقبل عشرات الشهداء، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وطائرات الرعب تكثف من غاراتها في كل مكان، فلا مكان مستثنى، ولا مكان آمن هناك.

مشهد مئات الجثث الملقاة على أرض مستشفى المعمداني، بعد المجزرة المروعة التي شهدها، لم تشبع شهوة القتل لدى الاحتلال، فواصل قصفه، وسلسلة غاراته، لتتركز في أحياء الزيتون والشجاعية والشيخ رضوان، والمحافظة الوسطى بقطاع غزة.

وفي جباليا شمال القطاع، كان أكثر من 37 مواطنًا على موعد مع الشهادة، بعد أن أغارت طائرات الاحتلال على مناطق القصاصيب وحليمة السعدية، وفق وزارة الداخلية الفلسطينية.

ولأن عدّاد الشهداء لم يتوقف عن الدوران منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر/ تشرين أول الجاري، فقد ارتفع عدد الشهداء لأكثر من 3200 شهيد و11000 جريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وفق المعطيات التي تمكنت وزارة الصحة من إحصائها حتى صباح اليوم الأربعاء.

خبز مغمس بالدم..

قبل أن يطلع الصباح، ورغم الموت الذي يحوم في الأجواء، كان عدد من العاملين في مخيز البنا في حي النصيرات وسط القطاع، يعملون بما تبقى لديهم من دقيق لتحضير الخبز للمواطنين الذين يصطفون أمامه بطوابير طويلة كل يوم؛ للحصول على حصتهم الشحيحة بالحرب، لكن صواريخ الاحتلال عجنت دقيقهم بدمائهم، وتحولت رائحة الخبز الساخن لرائحة رماد ودخان وموت.

وأعلن عن استشهاد اثنين وإصابة آخرين جراء استهداف المخبز أثناء تواجد العاملين فيه.

وفي إطار استهداف المنازل، فقد قصفت طائرات الاحتلال منزل عائلة الجزار برفح جنوب القطاع، ما أدى لارتقاء 3 شهداء و12 مصاباً، إضافة لاستشهاد وإصابة عدد غير معروف باستهداف منزل لعائلة لبد قرب مسجد اليرموك بغزة.

واستهدفت طائرات الاحتلال شقة سكنية في مدينة حمد بخانيونس، ومنزل عائلة أبو بكر في مخيم النصيرات وسط القطاع، ومنزل لعائلة “سكيك” في شارع عمر المختار مقابل بنك الإنتاج في غزة، ما أوقع عددًا كبيرًا من الشهداء والجرحى.

من جانبها، دعت مسؤولة الإعلام في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر مي الصايغ، لضرورة السماح بمرور آمن للعاملين في مجال الإغاثة إلى غزة.

وتسببت غارات الاحتلال بهدم 4500 مبنى سكني بشكل كلي، تضم 12 ألف وحدة سكنية، فيما تضررت نحو 113,300 وحدة سكنية بشكل جزئي، منها 8190 وحدة سكنية غير صالحة للسكن، وفق المكتب الإعلامي الحكومي.

وأضاف “الإعلامي الحكومي”، في بيان سابق، أنه نتيجة للعدوان المتواصل، توقف 33 مركزاً للرعاية الصحية عن العمل، فيما أخرج الاحتلال 23 سيارة إسعاف عن الخدمة بالقصف المباشر.

ويتواصل استهداف الاحتلال للمؤسسات التعليمية، حيث وثقت وزارة التربية والتعليم تعرّض 153 مدرسة لأضرار متنوعة، منها 18 مدرسة خرجت عن الخدمة.

وقال المكتب الإعلامي أن الساعات القادمة حاسمة في تحديد مصير آلاف الجرحى والمرضى بمستشفيات قطاع غزة، وإن تأخر الاستجابة لنداءات الاستغاثة التي أطلقتها المنظومة الصحية يعني الحكم بإعدام هؤلاء الجرحى والمرضى.

المصدر: سند

زر الذهاب إلى الأعلى
تلفزيون المدينة

مجانى
عرض