اليوم الـ 23 للعدوان.. الاحتلال يشنّ حربًا شاملة على قطاع غزة
لم يختلف المشهد كثيرًا في قطاع غزة، مع دخول العدوان الشامل على القطاع يومه الـ 23 على التوالي، واستمر القصف الجوي والبحري والبري لمناطق واسعة في القطاع.. ويُواصل جيش الاحتلال، قصف واستهداف المدنيين، تزامنًا مع محاولات “فاشلة” لاجتياح بري على الحدود الشمالية والشمالية الشرقية للقطاع.
أصوات اشتباكات عنيفة، تُسمع على الحدود الشمالية لقطاع غزة، ناتجة عن اشتباكات بين المقاومين وقوات الاحتلال التي تُحاول الدخول برًا إلى القطاع لاستكمال جريمتها، وغارات جوية “عنيفة” في داخل القطاع.. هي الصورة التي وصلت حتى اللحظة من بقعة جغرافية مخاصرة بالكامل منذ العام 2007.
“صدمة” السابع من أكتوبر؛ دفعت جيش الاحتلال إلى شنّ هجمات وقصف جوي وبحري ومدفعي “عنيف” ومتزامن، استهدف المنشآت المدنية والمنازل المأهولة، وارتكاب مئات المجازر التي تسبب باستشهاد قرابة الـ 8 آلاف مواطن مدني وإصابة نحو 19 ألفًا آخرين حتى أمس السبت؛ جلهم من الأطفال والنساء والشيوخ.
ومع عودة الاتصالات إلى قطاع غزة، بشكل تدريجي، اجتهد الصحفيون والنشطاء على إيصال صورة الجريمة المستمرة أمام مرآى ومسمع العالم الصامت، وكشفوا عن جرائم ومجازر ارتكبها جيش الاحتلال بعيدًا عن وسائل الإعلام.
وفي السياق، صرح الناطق باسم “الهلال الأحمر” في غزة، بأن “الوضع الميداني في قطاع غزة يزداد سوءا”. منوهًا إلى أن “نفاد الوقود ينذر بكارثة صحية بسبب توقف سيارات الإسعاف”.
ونبه إلى “استحداث” آليات لتوزيع مركبات الإسعاف “وفق نظرية المناطق الأكثر خطورة”. مبينًا: “تلقينا نداءات استغاثة كثيرة بعد عودة خطوط التواصل والوضع الميداني يزداد صعوبة”.
ولفت النظر إلى أن “مخزون الوقود لدى خدمة الإسعاف صفر ونعتمد على تبرعات المواطنين. موضحًا أن “حجم المساعدات ضعيف، ويغطي نحو 3% فقط من احتياجات القطاع الطبي”.
واستهل الاحتلال اليوم الثالث والعشرين للعدوان على غزة (الأحد 29 أكتوبر 2023)، بقصف عنيف استهدف عددا من المنازل في منطقة بئر النعجة غرب معسكر جباليا شمال قطاع غزة والمناطق المتاخمة لمعبر بيت حانون شمالي القطاع، وعلى طول الحدود الشرقية للقطاع.
وانتشلت الطواقم الطبية والمواطنون، 9 شهداء وعدة مصابين من المنازل التي قصفها الاحتلال في بير النعجة شمال غزة.
واستهدف طيران الاحتلال الحربي منزلًا يعود لعائلة “الأشقر” شمال قطاع غزة، ما تسبب باستشهاد مواطنين وإصابة آخرين في المكان، بالإضافة لاستهداف منزلًا لعائلة بعلوشة على رؤوس ساكنيه في حي الكرامة شمالي القطاع.
واستشهد 21 مواطن وأصيب عدد آخر بالقصف الأخير وسط قطاع غزة، بعد استهداف منزلين في النصيرات والمغراقة، تزامنًا مع استهدافات في مناطق: الصفطاوي ودوار أبو شرخ ومنطقة التوام.
وشاركت زوارق الاحتلال الحربية، بإطلاق قذائفها تجاه شاطئ السودانية غرب بيت لاهيا، إلى جانب سماع دوي إطلاق نار مكثف شرق خان يونس.
وشنت طائرات الاحتلال غارة استهدفت منزلًا يعود لعائلة “أبو سعدة” بالقرب من مستشفى العودة شمال قطاع غزة، نتج عنها عدد من الشهداء والجرحى.
وتُسمع، وفق سكان محليون، أصوات اشتباكات عنيفة جدًا في المناطق الشرقية ما بين حي التفاح وحي الزيتون، في قطاع غزة، يرافقها إطلاق نار من مروحيات الاحتلال باتجاه المناطق الشرقية لمدينة غزة، تزامنًا مع إلقاء قوات الاحتلال قنابل إنارة، وإطلاق قذائف مدفعية.
وقالت مصادر طبية إن 12 مواطنًا استشهدوا فجر اليوم الأحد، بعد قصف الاحتلال الذي استهدف مسجد بلال بن رباح في النصيرات، بالإضافة لوصول 7 شهداء لمستشفى “شهداء الأقصى” عقب قصف استهدف وسط قطاع غزة.
وتتعرض المناطق الغربية والشرقية والشمالية لشمال غزة، لقصف عنيف ومستمر، منذ عدة ساعات من الطيران الحربي والمدفعية الثقيلة التابعة لجيش الاحتلال. تزامنًا مع تجدد القصف المدفعي شرق مخيمي البريج والمغازي وسط قطاع غزة.
ونفذت طائرات الاحتلال الحربية حزاما ناريا في محيط المستشفى الإندونيسي ومنازل المواطنين شمال القطاع، وسجلت نتيجة لذلك إصابات في صفوف المواطنين المتواجدين في ساحة المستشفى.
وأمس السبت، وأفادت وزارة الصحة، بأن الاحتلال ارتكب 53 مجزرة خلال الساعات الماضية نتيجة القصف العنيف والمتواصل على قطاع غزة، راح ضحيتها 377 شهيدًا غالبيتهم من النازحين من شمال القطاع إلى جنوبه.
ونوهت إلى أن قرابة الـ 8000 مواطن استشهدوا منذ بداية العدوان على قطاع غزة؛ بينهم 3595 طفلاً. لافتة النظر إلى أن 825 عائلة أبيدت بالكامل نتيجة الغارات الإسرائيلية المتواصلة على القطاع.
المصدر: سند