كشفت وزارة الصحة عن نتائج التحقيق بشأن قضية الفتى المصاب بمرض السرطان سليم النواتي، والذي توفي بعد رفض عدة مستشفيات استقباله، في 12 كانون الثاني / فبراير، من العام الجاري.
وقالت لجنة التحقيق في مؤتمر صحفي عقدته في رام الله، ظهر اليوم، إن مستشفى الدكتور عبد العزيز الرنتيسي في غزة، تعامل مع حالة الطفل النواتي بمهنية، لكنه أخفق بالإشارة إلى أن التحويلة طارئة.
واعتبرت اللجنة أن “مستشفى النجاح أخطأ في التعامل مع الحالة”، بحسب وصفها، مشيرةً إلى أن المستشفى رفض استقبال الفتى، رغم علمه بحالته الصحية، ولم يكلّف نفسه الطلب من الطبيب المختصّ فحص الطفل وتقييمه.
وأوضحت أن مستشفى النجاح أخطأ مرة أخرى، بعد مراسلة غزة فقط، برفض استقبال الحالة، وعدم إبلاغ الضفة بذلك، وكان القرار مستنداً لاعتبارات إدارية وليست طبية.
كما اعتبر تقرير اللجنة أن دائرة شراء الخدمة أخطأت بإصدار تحويلة للطفل إلى مستشفى بيت جالا الحكومي، رغم علمهم بعدم توفر الخدمة من طرفهم لعمر الطفل، أو الخدمات المطلوبة لحالته.
وأشارت اللجنة إلى أن الدائرة أخطات أيضاً في عدم التواصل المباشر مع مستشفى النجاح، للتعامل مع حالة الفتى، كحالة إنقاذ حياة، رغم قيامه بذلك مسبقًا مع ثلاث حالات موثّقة، رُفضت من قبل المستشفيات، وأبقت المريض خارج المستشفيات منذ وصوله للضفة رغم خطورة حالته.
وقالت إن مستشفى المطلع في القدس أخطأ في عدم قبول الحالة، علماً أن حالات اللوكيما يتم تحويلها من قبل الوزارة إلى هناك، متذرعاً بالحالة المالية، وكان هذا قرارًا إداريًا.
وتابعت: “المستشفى الاستشاري رفض الحالة لعدم توفر الخدمة وهذا قرار فني، وأخطأ مجمع فلسطين الطبي في رام الله، بعدم قبول الحالة، وكان الأجدر بهم رؤية المريض، والإقرار بوضعه قبل رفضه”.
وقالت إن تحويله لمجمع فلسطين الطبي كحالة مراجعات العيادات كان خللاً في عمل الدائرة، وأضافت: تأخرت الدائرة في التواصل مع مستشفى “إخلوف” الإسرائيلي لغاية 3.1.2022 علماً أن الرفض من جميع المستشفيات صدر في 28.12.2021
وأكدت على “وجود سقوط أخلاقي وإنساني في قضية الطفل المريض سليم النواتي”، وقالت إنه “بقي من 27 ديسمبر وحتى وفاته لم يدخل أي مستشفى وهذا غير معقول خاصة أن حالته كانت خطيرة”.
وأوصت اللجنة التي شكلتها وزارة الصحة للتحقيق في قضية الطفل سليم النواتي، بإعادة النظر بآلية عمل دائرة شراء الخدمة فنيا وإداريا ومالياً وتشكيل لجان بهذا الخصوص، وتحويل الملف إلى النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات المناسبة قانونياً.
وأوضحت أن عائلة الفتى حاولت مرارًا، التنسيق للدخول للعلاج، لكنه قوبل بالرفض ثلاث مرات من قبل “إسرائيل”، وأُدخل إلى الضفة لاحقًا، بجهود مؤسسات حقوق الإنسان.