الأخبار

“إقطع تيار النار”.. حملة شعبية بالداخل المحتل لمؤازرة غزة والمطالبة بوقف العدوان

لا تنفكُ سلطات الاحتلال عن شد الخناق على فلسطينيي الداخل المحتل والتضييق عليهم أكثر بشتى أنواع العذابات لكتم أفواههم؛ إلا أنَّ حملةً انتهجت طريق التفكير “خارج الصندوق”، يُروَّج لها في الآونة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، جاءت كخطوة مؤازِرة من الداخل المحتل لوقف العدوان على قطاع غزة.

وتحت شعار “اقطع تيار النار”، يروّج ناشطون بالداخل المحتل لحملة على مواقع التواصل الاجتماعي، تتمثل بقطع تيار الكهرباء عن المنازل والأعمال في تمام الساعة السابعة من مساء الثامن والعشرين من ديسمبر/ كانون أول الجاري، في الداخل المحتل.

وبهذا الصدد يقول الناشط الاجتماعي في مدينة حيفا بالداخل المحتل كايد خُطبا لـ “وكالة سند للأنباء“، إن حملة “قطع تيار النار”، تهدف لتحريك المجتمع للخروج من حالة العجز والصمت في الداخل المحتل، والتحفيز للعمل المستدام لوقف العدوان على قطاع غزة، والشعور بمعاناتهم.

 

التفكير خارج الصندوق..

ويشير الناشط “خطبا” إلى أن الحملة تأتي كخطوة رافضة للعدوان على قطاع غزة، “وكبديل أمام السياسات والظروف التي تعيق تنظيمنا كمجتمع من أجل وقف هذه المجازر”.

ويفرض واقع عيش الفلسطينيين في الداخل المحتل عليهم التفكير والعمل بطرق إبداعية “خارج الصندوق” لإعلاء الصوت لوقف العدوان على قطاع غزة – وفقاً لما ذكره ضيفنا-.

وفي إطار المحاولات التي اتخذها فلسطينيو الداخل، يوضح “خطبا” أن القائمين على الحملة سعوا للتفكير خارج الصندوق في محاولات آمنة تساند أهالي قطاع غزة، وتحفظ أهالي الداخل المحتل من الملاحقات.

ويُرجع “خُطبا” اختيار فكرة إطفاء الكهرباء في منازل الفلسطينيين بالداخل؛ للشعور بالظلام الدامس الذي يعيشه أهالي قطاع غزة جراء انقطاع الكهرباء عنهم منذ 12 شهراً.

ويرى “خطبا” أن الفائدة العائدة من وراء هذه الحملة هي فائدة تربوية، تتمثل بالاتحاد على كلمة واحدة وقوة تجمع كل طوائف المجتمع على موقف واحد.

ويقترح أن تُستخدم وسائل إضاءة وتدفئة بديلة خلال ساعة الحملة، كما يمكن أن تغتنم العائلات ساعة قطع الكهرباء من أجل الاجتماع وتذكير الأطفال بأهميّة الصمود، وتذكيرهم بما يجري في قطاع غزة.

ويزيد “سيكون لهذه الحملة تأثير كبير، خاصة أن 2 مليون فلسطيني يتواجدون في الداخل المحتل، ولو استجاب 50% منهم سيكون له صدى كبير عالمياً، وهي شكل من أشكال المظاهرات، التي تريد لهذه الحرب الظالمة أن تنتهي”.

ويلفت النظر إلى أن العديد من الأحزاب في الداخل المحتل دعت إلى حملات ومظاهرات تضامنية مع قطاع غزة، لكنها لم تنجح بسبب سياسات الاحتلال المتبعة، وخوف الفلسطينيين على أنفسهم من تبعات هذه الأعمال.

حملة إقطع تيار النار.jpeg

حملة آمِنة لا تخرق القانون..

وعلى صعيد الأمان حول اختيار الفكرة المطروحة، يلفت الناشط “خطبا” إلى أنها فكرةً سليمة قانونياً، لا تُلحق أذىً على أيٍ من منفذيها، خاصةً في ظل التضييقات التي يُعاني منها الفلسطينيون في الداخل المحتل.

وبحسب القائمين على الحملة فإنها “تأتي بهذا الشكل تحايلًا على السياسات القمعية التعسّفية، بحيث لا تُعرّض أحدًا لملاحقة سياسيّة، وكخطوةً في معالجة أزمة تنظيمنا كمجتمع من أجل وقف هذه المجازر، فقوّتنا تكمن بوحدتنا”.

وتتمثل هذه الإجراءات للاحتلال، بوقف أي مظاهرة والتحقيق مع القائمين عليها والمشاركين فيها، كذلك اعتقال أي شخص يُساند أهالي قطاع غزة، حتى وإن كان “منشوراً” على مواقع التواصل الاجتماعي.

ويؤكد “خطبا” أن الحملة بتفاصيلها لا تخرق القانون، وقد تمّت بالتشاور مع محامين مختصّين في الحقوق المدنيّة.

ويضعنا الناشط في صورة أوضاع الداخل المحتل منذ اليوم الأول لعملية “طوفان الأقصى”، فقد بدأت سلطات الاحتلال انتهاج سياسة تصعيدية تجاه الفلسطينيين هناك، شملت ملاحقة أي مظهر من مظاهر التعاطف مع الفلسطينيين في قطاع غزة، وفصلهم من العمل والجامعات.

ويقول إن سلطات الاحتلال شنت حملة اعتقالات استهدفت فيها المئات من النشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، وكل من ينشر أي محتوى متعاطف مع المأساة الإنسانية في غزة أو مطالبا بوقف الحرب.

كما وصل الحال لاعتقال من يضغط على زر الإعجاب لمنشور معين له علاقة بالحرب، أو من ينشر آية قرآنية تفسرها الشرطة على أن لها دلائل متعلقة بالحرب.

ورغم محاولة سلطات الاحتلال السيطرة التامة وكبت فلسطينيي الداخل المحتل حتى من مشاركة أبناء شعبهم في غزة حزنهم ومأساتهم؛ إلا أن هناك العديد من الأصوات التي ما زالت تطلق عنان رأيها وشعورها ودعمها لغزة وأهلها، غير آبهين بالعواقب وتقييدات الاحتلال التي اشتدت وطأتها القريب مؤخراً.

حملات مستمرة..

ونجح الفلسطينيون في الداخل الفلسطيني المحتل بتنظيم حملة إغاثة لأهالي قطاع غزّة في ظل حرب الإبادة وسياسة التجويع، تحت شعار “نقف معاً”، حيث انطلقت الحملة في 4 آب/أغسطس من مدينة سخنين، وشهدت تجاوباً كبيراً من الأهالي، في حملة هي الأولى من نوعها التي يجريها أهالي الداخل المحتل عام 1948، منذ بدء الحرب في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الفائت، رغم سياسة الترهيب والقمع الأمني التي تنتهجها سلطات الاحتلال ضد الفلسطينيين داخل “الخط الأخضر” وتهديدات ما يسمى بوزير أمن الاحتلال “إيتمار بن غفير”.

الحملة التي استمرت على مدار ثلاثة أسابيع، تنقلت بين مختلف المدن الفلسطينية في الداخل المحتل عام 1948، فبعد سخنين، انتقلت الحملة إلى مدينة دير الأسد، ومن ثم إلى الناصرة، وفي الأسبوع التالي، واصلت الحملة نشاطها في مدينتي أم الفحم والطيرة، وصولًا إلى باقة الغربية، واختتمت فعاليات الحملة في الأسبوع الأخير بمدينتي رهط وحورة في النقب جنوبي فلسطين المحتلة، ولاقت نجاحاً كبيرا في كافة المدن.

وفي تصريح لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، أكد الناشط حسين العبرة، أحد المشاركين في الحملة بمدينة رهط، أن الحملة تمكنت من جمع 400 شاحنة من المساعدات، وما زال الأهالي يواصلون تقديم التبرعات، رغم انتهاء الحملة وامتلاء المخازن.

ومع انطلاق الحملة البرية على غزة، ذكر بيان لشرطة الاحتلال، 27 أكتوبر، أنه تم إلقاء القبض على نحو 100 مشتبه به كتبوا أو تفاعلوا مع منشور متعلق بالحرب وأزالت السلطات نحو 300 منشور اعتبرته تحريضيًا، ومن بين الموقوفين في تلك الحملة ممثلة عربية من الناصرة واجهت اتهامات بالتحريض على الإرهاب.

المصدر: سند

زر الذهاب إلى الأعلى
تلفزيون المدينة

مجانى
عرض