الأخبار

إسرائيل تؤجّل النظر بدخول الصحفيين الأجانب لغزة للمرة السابعة

منحت المحكمة الإسرائيلية العليا إسرائيل 30 يوما إضافيا للرد على التماس قدمته رابطة الصحافة الأجنبية في عام 2024 للمطالبة بدخول الصحفيين الدوليين إلى قطاع غزة، والطعن في الحظر الذي تفرضه إسرائيل على دخولهم منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على القطاع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ودعت لجنة حماية الصحفيين “سي بي جي” المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لرفع جميع القيود التي تحول دون دخول الصحفيين إلى غزة فورا، وقالت إن طلب إسرائيل من المحكمة العليا تأجيل حكمها بشأن شرعية الحظر بعد تأجيل الجلسة ثلاث مرات في عام 2025 يطيل مدة استبعاد الصحفيين الدوليين من تغطية الحرب وآثارها في القطاع.

ورفضت الرئيسة التنفيذية للجنة الدولية جودي جينسبيرغ التأخير في السماح للصحافة الأجنبية بالدخول، وشدّدت على حق الصحفيين بتغطية الأحداث في القطاع بحرية وعلى الفور، مؤكدة أنه لا يمكن تعليق حق الجمهور في الحصول على المعلومات.

وقالت جينسبيرغ: “من غير المقبول أن ينتظر الصحفيون الدوليون أكثر من ذلك لتغطية الأحداث بشكل مستقل من غزة، ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يسمح لإسرائيل بمنع وسائل الإعلام من دخول غزة إلى أجل غير مسمى”.

وخلال جلسة المحكمة الأخيرة أقرّ المدعي العام بأن “الوضع قد تغير” في القطاع، لكنه قال إن الحكومة تحتاج إلى شهر آخر قبل إعادة النظر في موقفها. وأضاف أن إسرائيل تخطط لتجديد مرافقة الجيش الإسرائيلي للصحفيين داخل ما يسمى “الخط الأصفر” الذي انسحبت إليه قوات الاحتلال عند إعلان وقف إطلاق النار قبل نحو أسبوعين، وزعَم بأن الوضع “حساس وصعب التقييم”.

وقالت لجنة حماية الصحفيين إن المرافقين الإسرائيليين للصحفيين أدوات للدعاية ويخضعون لرقابة مشدّدة من الجيش الإسرائيلي، ولا يُسمح للصحفيين بالبقاء في غزة إلا لبضع ساعات حيث يُوجّهون إلى مواقع محددة ولا يتاح لهم التواصل بحرية مع الفلسطينيين، وأضافت اللجنة أن ذلك لا يتوافق مع الممارسات المقبولة دوليا.

اتحاد البث الأوروبي: الحظر لم يعد مقبولا

وبدوره طالب اتحاد البث الأوروبي السلطات الإسرائيلية بالسماح للصحفيين الأجانب بالوصول الحر والكامل إلى غزة بعد وقف إطلاق النار الذي بدأ الجمعة 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وشدد الاتحاد الذي يضم 113 عضوا من 56 دولة على أن القيود الإسرائيلية تقوّض المبادئ الأساسية لحرية الإعلام والشفافية والمساءلة العامة، وأشار إلى أنه لم يعد مقبولا الدفاع عنها لأسباب أمنية، كما كانت تزعم إسرائيل.

وأكد الاتحاد أن الصحفيين عيون وآذان الجمهور العالمي، ووجودهم ضروري للتحقق من المعلومات والإبلاغ عن الاحتياجات الإنسانية وتوثيق الأحداث على الأرض.

وسعت إسرائيل على مدى عامين إلى السيطرة على الرواية المتعلقة بغزة عبر مجموعة من الإجراءات غير المسبوقة مثل اغتيالات الصحفيين الفلسطينيين والهجمات على مرافق وسائل الإعلام وحظرها.

وحتى بدء سريان وقف إطلاق النار سجل المكتب الإعلامي الحكومي في غزة استشهاد 254 صحفيا قتلتهم إسرائيل عبر اغتيالات وغارات مباشرة.

فضح الكوارث الإنسانية

وثمة مخاوف إسرائيلية -في نظر مختصين- من دخول الصحفيين الأجانب وكشف آثار الدمار الكبير الذي خلفه الجيش الإسرائيلي في القطاع، إضافة إلى تعزيز الرواية الفلسطينية خلال عامي الإبادة الجماعية ونشر مزيد من التقارير التي تفضح حجم الكوارث الإنسانية.

وعقب إعلان وقف إطلاق النار مباشرة، دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى تمكين الصحفيين ووسائل الإعلام الدولية ولجان تقصّي الحقائق والتحقيق الدولية من الوصول الحر إلى قطاع غزة دون قيود لتوثيق الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل وضمان مساءلة ومحاسبة مرتكبيها، بما يسهم في إنصاف الضحايا وإرساء أسس العدالة.

وحثّ الأورومتوسطي وسائل الإعلام الدولية على إرسال طواقمها فورا إلى قطاع غزة لتوثيق حجم الدمار ومعاناة المدنيين ومراقبة مدى الالتزام بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، مشددا على أن فرض أي قيود على عمل الصحافة أو منع الطواقم الإعلامية من الوصول إلى غزة يعني عمليا استمرار الجهود الرامية إلى طمس الحقائق وحجب الأدلة عن الرأي العام العالمي، وإعاقة التوثيق المستقل لجرائم الإبادة والدمار الواسع الذي لحق بالمدنيين والبنية التحتية.

المصدر: الجزيرة
زر الذهاب إلى الأعلى
تلفزيون المدينة

مجانى
عرض