الأخبارمنوعات

مستغلةً الحالات الإنسانية الصعبة.. جامعة “إسرائيلية” تستقطب لاجئين سوريين وعرب

ضمن واحدة من أكبر صور التطبيع في العلاقات بين الإمارات ودولة الاحتلال، يستعد طلبة إمارتيون لبدء فصولهم الدراسية في جامعات “إسرائيلية”، وسط استمرار تطبيع العلاقات بين كلا الجانبين.

وذاع مؤخرًا صيت الطالبة سُميّة المهيري، والتي ظهرت في فيديو مصوّر تعرّف عن نفسها باعتبارها إمارتيةً ومؤسسة لأول منصة تبادل للغات (عربي-عبري) في الخليج، وتفخر باستعدادها لبدء دراسة تخصص التمريض في جامعة حيفا.

وتعبّر المهيري في المقطع المصوّر عن إعجابها بالمجتمع اليهودي في ” إسرائيل” باعتباره مجتمعًا متعدد الثقافات والأعراق والديانات، يغلب عليه التسامح وتقبل الآخر. 

جامعة للشعوب الأقل حظًّا  

لا يقف الأمر عند حدود جامعة واحدة، فمؤخرًا، روّجت جامعة “الشعب” إعلاناتها بشكل كثيف عبر موقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك”، لأعداد كبيرة من طلاب عرب، تعود ملكيتها لرجل الأعمال “الإسرائيلي” المليونير شاي ريشف.

وأسس “الإسرائيلي” ريشف جامعة الشعب عام 2009، وهي جامعة تعتمد كليّاً على التعليم عن بعد، ولغة التعليم الأساسية فيها الإنجليزية، تمنح شهادتي الدبلوم الجامعي والبكالوريوس في إدارة الأعمال، والصحة العامة، وعلوم الحاسوب، وشهادة الماجستير في التربية.

وتفخر وزارة الخارجية “الإسرائيلية” بالجامعة على موقعها الرسمي على الإنترنت، بوصفها “الفكرة الإسرائيلية التي فتحت أبواب التعليم العالي أمام الشعوب الأقل حظاً”، كما روّج لها “ناس ديلي” المعروف بعلاقاته التطبيعية من خلال سلسلة فيديوهات استضاف فيها الإسرائيلي ريشف وطلاباً من الجامعة.

وتحصل الجامعة على تبرعات ومنح للطلاب من مؤسسات دولية عدة، وبعضها من مؤسسات “إسرائيلية”، مثل “بنك هبوعليم”، وشركة “أمسالم” السياحية الإسرائيلية، ومركز تطوير مايكروسوفت في “إسرائيل”، ومن شخصيات إسرائيلية كمنحة رجل الأعمال “الإسرائيلي” المختص في مجال التكنولوجيا أورين زيف، وغيرهم.

وتسوّق الجامعة لنفسها على أنّها “جامعة مجانيّة غير ربحية”، إلا أنّها فعلياً تجبي من الطلاب رسوم تسجيل، وكذلك 120$ مقابل كل مساق تعليمي، وبالمجمل، يدرس الطالب في درجة البكالوريوس 40 مساقاً، أي أن ذلك يكلّفه ما يقارب 5 آلاف دولار.

يقول ريشف: “الهدف أن نجعل الطلاب واسعي الآفاق منفتحين على ثقافات أخرى، ماذا يحدث حين يدرس إسرائيلي مع عربي أو باكستاني مع هندي أو تركي مع كردي، فجأة يفهمون أن أعداءهم هم الأكثر قرباً لهم ثقافياً، نحن نساهم في تغيير الموقف، وربما إذا أصبح لدينا مليون طالبٍ سنقترب من السلام العالمي”.

استقطاب لاجئين 

ويُدقّ ناقوس الخطر عمل الجامعة بكثافة في المنطقة العربية مستغلةً الأوضاع الإنسانية المتدهورة، حيث تقول إنّها تستهدف في برامجها اللاجئين، وبالأخص السوريين، إذ خصصت لهم برنامج منح خاصة بدءاً من العام 2015، كما أطلقت عام 2021 برنامجها لتعليم إدارة الأعمال باللغة العربيّة لزيادة عدد طلابها العرب.

وعدا عن مكتبها في تل أبيب، للجامعة مكتب في مدينة روابي، ويعمل بالتعاون مع “شركة عسل” المعروفة بعلاقاتها مع شركات إسرائيلية في مجال البرمجة والتكنولوجيا، وتقدم “عسل” الدعم التقني والبرمجي لموقع الجامعة، وتدير معها مركز تدريب تكنولوجي.

المصدر: منصة متراس

 

زر الذهاب إلى الأعلى
تلفزيون المدينة

مجانى
عرض