
توغّلت قوات كبيرة من جيش الاحتلال في المنطقة الشرقية من مدينة نابلس، تمهيدِا لاقتحام المستوطنين قبر يوسف، وإقامة طقوس تلمودية فيه.
وقال شهود عيان إن عشرات الآليات العسكرية الإسرائيلية ترافقها جرافة وحافلات تقلّ مستوطنين وصلت قبر يوسف وانتشرت في محيطه.
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن مدينة نابلس ستشهد الليلة أكبر اقتحام لقبر يوسف منذ سنوات، حيث من المقرّر أن تدخل نحو 65 حافلة تحمل مستوطنين إلى المنطقة الشرقية من المدينة لحضور ما يُعرف بحفل إحصاء “يسود”، تحت حراسة عسكرية مشدّدة.
وأشارت المصادر إلى انتشار قوات كبيرة من جيش الاحتلال في محيط قبر يوسف، تمهيداً للسماح للمستوطنين بأداء الصلوات التلمودية في الموقع، وسط إجراءات أمنية مشدّدة واحتياطات لوجستية مكثفة.
وأضافت التقارير أن هذا الاقتحام يأتي في ظل توتر متصاعد بالضفة الغربية، حيث تعتبر زيارة قبر يوسف من الفعاليات الاستفزازية التي تزيد من حالة التوتر بين الجانبين.
ورغم التحذيرات الفلسطينية من تداعيات مثل هذه الخطوات على الأوضاع الأمنية، يستمر الاحتلال في فرض وصول المستوطنين وتنظيم حراسات عسكرية لاستقبالهم وتأمين مسار حركتهم داخل المدينة.
ويوجد قبر يوسف في الطرف الشرقي من نابلس الخاضعة للسيطرة الفلسطينية، ويعتبره اليهود مقاما مقدسا منذ احتلال إسرائيل للضفة الغربية عام 1967.
ويزعم اليهود أن رفات النبي يوسف بن يعقوب أحضر من مصر ودفن في المكان، لكن علماء آثار نفوا صدق الرواية، مبينين أن عمر المقام لا يتجاوز بضعة قرون، وأنه ضريح لشيخ مسلم اسمه يوسف دويكات.
ويأتي هذا الاعتداء في ظل محاولات إسرائيلية متواصلة لفرض السيطرة الكاملة على الضفة حيث باتت مدن وبلدات مؤخرا مسرحا لاقتحامات يومية ينفذها الجيش ومستوطنون، يتخللها سقوط قتلى وجرحى فلسطينيين، وحالات اعتقال وتخريب للممتلكات العامة والخاصة.