في حدث خارج عن المألوف، اختارت عشرات النساء في برستول البريطانية الزواج من أشجار بعد قرار الحكومة بقطع عدد منها لبناء وحدات سكنية.
وأقدمت أكثر من 70 امرأة في بريستول على “الاقتران” بعشرات الأشجار في حفل زفاف أقامه أحد الكهنة، مستلهمات الفكرة من نساء في الهند اللائي ألقين بأذرعهن حول الأشجار لحماية الغابات من الدمار، بحسب موقع “بريستول247”.
ويهدف الحدث الذي أقيم في منتزه كارافان المطلّ على منطقة “فلوتينغ هاربور” إلى تسليط الضوء على الخطط التي يمكن أن تشهد قطع الأشجار وبناء 166 شقة جديدة من قبل شركة “غورام هومز” المملوكة لمجلس المدينة.
وارتدت العرائس في الحفل فساتين زفاف من ثقافات عالمية مختلفة، حيث قالت منظمة الحدث سيوبهان كيرانز إنها تأمل أن يظهر الحدث أن “الأشجار هي شركائنا مدى الحياة”.
وأظهرت مقاطع فيديو، وصور متداولة في منصات التواصل الاجتماعي، عشرات النساء يرتدين فساتين الأعراس ويحملن صورًا للأشجار، كخطوة لثني السلطات عن المضي قدمًا في تطبيق قرارها بقطع الأشجار.
وكتبت سيوبهان كيرانز في صفحة مخصّصة لحماية هؤلاء الأشخاص عنوانها “أنقذوا أشجار بلطيق وارف” (Save Baltic Wharf Trees) إن حديقة “بلطيق وارف” المملوكة للمجلس هي المساحة الخضراء الوحيدة على جانب الميناء.
وبدلًا من الاعتزاز بهذا الملجأ لأهميته للحياة البرية وللناس، فإن مطوري المجلس يخططون لتبديد هذا الرابط البيئي الحيوي من خلال بناء شقق عالية الكثافة وعالية الارتفاع، مما سينتج عنه خسارة 74 شجرة ناضجة.
وأضافت كيرانز: “نعلم جميعًا قيمة الأشجار في معالجة الاحتباس الحراري ومنحنا الأكسجين الذي نتنفسه، لكن الأشجار الحضرية توفر لنا أكثر من ذلك بكثير. فهي تنظف الهواء الملوث عن طريق امتصاص الملوثات، وتحمي من الفيضانات
تقلل ضوضاء المرور، وتحسّن الصحة النفسية، وتدعم الآلاف من أنواع الحياة البرية، وتحدّ بشكل حاسم من ارتفاع درجة الحرارة الخطيرة في المدن”.
ليست الأولى
واستلهم منظمو الحفل فكرته من نساء حركة الشيبكو التي ظهرت في الهند في سبعينيات القرن الماضي، حيث كانت النساء تحتضن الأشجار في منطقة الهيمالايا لحمايتها من القطع.
ولم تتم الموافقة حتى الآن على طلب التخطيط السكني الذي تقدمت به شركتا غورام هومز، وهيل للتطوير العقاري، وذلك لبناء 166 وحدة سكنية، وإزالة عدد كبير من الأشجار.
وقالت سوزان هاكيت، إحدى العرائس المشاركات في الحملة: “الزواج من شجرة معنى كبير، المسألة ليست مجرد إيماءة عاطفية؛ إنها مسألة ذات دلالة رمزية”.
وأضافت هاكيت: “الأشجار نماذج أصيلة للحب غير المشروط، والذي يتناسب مع فكرة الزواج والذي يمتد مدى الحياة، والتنفس أيضا كذلك، نحن نحتاج إلى أشجار ناضجة أكثر ما نحتاج إلى مساكن خاصة فارهة”.