الأخبار

أزمة المياه تفاقم معاناة الغزيين

يصطف المواطنون في قطاع غزة  الذي يتعرض لعدوان متواصل منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي، في طوابير طويلة لساعات للحصول على مياه الشرب.

وتشير مؤسسات دولية إلى أن نحو 600 شاحنة من المواد الغذائية والتموينية والوقود كانت تدخل إلى قطاع غزة يوميا، فيما أن ما يدخل اليوم لا يلبي الحد الأدنى من احتياجات المواطنين.

ويواصل الاحتلال قصف محطات الوقود ومصادر المياه في القطاع، حيث أن أكثر من 76 بئرا ومحطتين رئيسيتين لمياه الشرب توقفت، بسبب القصف ونفاد الوقود من القطاع.

يقول مالك محطة تحلية المياه محمد مطر، “نعاني من أزمة مياه صالحة للشرب بشكل كبير، ونحاول قدر المستطاع توفير المياه الصالحة للمواطنين بشتى الوسائل، إذ نقف لساعات طويلة للحصول على السولار، ما يعيق عملية تحلية المياه، ويؤدي لتكدس المواطنين، الذين يأتون من مناطق بعيدة للحصول على المياه.

وتتفاقم أزمة المياه في مدينة رفح، جنوب القطاع، التي أصبحت تأوي أكثر من مليون ونصف مواطن، بعد أن نزح إليها الآلاف، نتيجة تزايد عدوان الاحتلال على مختلف مناطق القطاع، حيث نزح حوالي 1,9 مليون شخص يمثلون 85% من سكان القطاع المحاصر من منازلهم، بحسب أرقام الأمم المتحدة.

ثلاثة لترات هي الحد الأدنى اللازم من الماء الذي يحتاجه الإنسان للشرب لتجنب المشاكل الصحية المرتبطة بالجفاف، بما في ذلك أضرار وفشل الأعضاء في الجسم.

وعن ذلك، يقول أحد النازحين من مدينة غزة إلى رفح، “نقف في الطابور لأكثر من أربع ساعات، بسبب تفاقم أزمة المياه وخاصة المياه الصالحة للشرب ما يزيد من معاناتنا”، موضحا أنه يوجد في المنزل أكثر من 150 فردا، يحتاجون حوالي 250 لترا من المياه يوميا، ورغم انتظاره يحصل على أقل من 10% مما يلبي احتياجاتهم.

ومنذ بداية الحصار، أعاق نقص المياه وتلوثها الحصول على خدمات الصحة العامة بشدة، وأدى إلى مرض الناس، و انتشار الأمراض، ما تسبب بأزمة في الصحة العامة.

ويقول أحد المواطنين من جباليا شمالي القطاع، إن المياه التي يتهافت عليها الآلاف غير صالحة حتى للغسيل، وتحتوي على جراثيم ما يؤدي إلى انتشار الأمراض.

ووفق وزارة الصحة، فإن هناك ارتفاعا في حالات تفشي المرض المسجل منذ منتصف تشرين الأول/ أكتوبر الماضي: 180 ألف حالة التهاب في الجهاز التنفسي الحادة، 136,418 حالة إسهال (ارتفعت حالات الإسهال لدى الأطفال دون سن الخامسة من 48,000 إلى 71,000 في أسبوع واحد فقط بدءا من 17 كانون الأول/ ديسمبر، وهذا يعادل 3200 حالة إسهال جديدة يوميا)، 55472 حالة جرب وقمل، 38010 حالات طفح جلدي، 5330 حالة جدري الماء، و4683 حالة يرقان.

يلجأ أهل غزة إلى شرب مياه مالحة وملوثة بمياه الصرف، بينما مصادر المياه المتبقّية أصبحت ملوثة بشكل كبير بسبب اختلاطها مع الصرف الصحي، لاسيما بعد انهيار شبكة الصرف الصحي الناتج عن نقص الوقود والدمار بسبب الغارات الإسرائيلية العنيفة.

وأفادت “منظمة الصحة العالمي” أنه، في المرافق الصحية، “أدت الأضرار التي لحقت بشبكات المياه والصرف الصحي وتناقص مستلزمات التنظيف إلى استحالة الالتزام بالتدابير الأساسية للوقاية من العدوى ومكافحتها”، ويزيد استهلاك المياه الملوثة خطر العدوى البكتيرية، مثل الإسهال، وأن معظم الحالات المبلغ عنها هي لأطفال دون الخامسة من العمر.

وأعربت “منظمة الأمم المتحدة للطفولة” (اليونيسف) عن قلقها الشديد من أنه “سيرتفع عدد الوفيات بشكل كبير إذا استمر الأطفال في شرب المياه غير الآمنة ولم يتمكنوا من الحصول على الدواء عندما يمرضون”.

نقلت بعض الشاحنات مياه معبأة وجالونات عبر معبر رفح، لكن المياه التي دخلت حتى الآن لا تلبي احتياجات سوى ما نسبته 5% فقط من السكان.

وفي حصيلة غير نهائية، ارتفع عدد الشهداء والجرحى منذ بدء العدوان على قطاع غزة في السابع من شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي إلى 26257 شهيدا، و64797 جريحا.

المصدر: وفا

زر الذهاب إلى الأعلى
تلفزيون المدينة

مجانى
عرض